محمود عضو فعال ومجتهد
عدد الرسائل : 169 الموقع : http://rabeh.winnerbb.net/ المزاج : الحمد لله احترامك لقوانين المنتدى : : نقاط : 98 تاريخ التسجيل : 23/07/2008
| موضوع: يوم عاشوراء السبت يناير 03, 2009 5:08 pm | |
| الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد ,,, يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم ذلك اليوم الشريف المبارك . ولهذا اليوم حرمة قديمة حيث أنجى الله تعالى فيه عبده ونبيه موسى عليه الصلاة والسلام وقومه وأغرق عدوه فرعون وجنده . وقد صام موسى عليه السلام هذا اليوم شكراً لله عز وجل وكانت قريش تصومه .وقد كان صيامه واجباً قبل فرض رمضان على رأي أكثر العلماء ثم صار مستحباً . ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول اللهe قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراً فقال لهم رسول الله e :" ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟" فقالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً فنحن نصومه فقال رسول اللهe " فنحن أحق وأولى بموسى منكم " فصامه رسول اللهe وأمر بصيامه . وصيام عاشوراء كان معروفا في أيّام الجاهلية قبل البعثة النبويّة فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت " إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه " .. قال القرطبي : لعل قريشا كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السّلام . وقد ثبت أيضا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدّم في الحديث. * فضيلة صيامه ففي صيام هذا اليوم فضل عظيم حيث أن صيامه يكفر السنة الماضية كما في صحيح مسلم من حديث أبي قتادة الأنصاري t أن رسول اللهe سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال : يكفر السنة الماضية " وفي رواية: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفـــر السنة التي قبله"() قـال البـيـهـقـي: "وهذا فيمن صادف صومه وله سيئات يحتاج إلى ما يكفِّرها؛ فإن صادف صومه وقد كُفِّرت سيئاته بغيره انقلبت زيادة في درجاته، وبالله التوفيق"()
* أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في صيامه لعاشوراء وللنبي e في صيامه أربع حالات : الحالة الأولى :أنه كان يصومه بمكة ولا يأمر الناس بالصوم . ففي الصحيحين عن عائشة –رضي الله عنها – قالت :" كان عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي e يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه ، فترك عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء أفطره " الحالة الثانية :أن النبي e لما قدم المدينة ورأى أهل الكتاب يصومونه ويعظمونه وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به، صامه وأمر الناس بصيامه. ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول اللهe قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراً فقال لهم رسول الله e :" ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟" فقالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً فنحن نصومه فقال رسول اللهe " فنحن أحق وأولى بموسى منكم " فصامه رسول اللهe وأمر بصيامه . الحالة الثالثة :أنه لما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي e أمر أصحابه بصيام يوم عاشوراء . ففي الصحيحين عن عائشة –رضي الله عنها – قالت :" كان عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي e يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه ، فترك عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء أفطره " الحالة الرابعة :أن النبي e عزم في آخر عمره على ألا يصومه مفرداً بل يضم إليه يوماً آخر مخالفةً لأهل الكتاب في صيامه . ففي صحيح مسلم عن ابن عباس –رضي الله عنهما –قال :قال رسول الله e :" لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " وفي رواية الطبراني قال رسول الله e :"لئن عشت –إن شاء الله –إلى قابل صمت التاسع مخافة أن يفوتني عاشوراء . وجاء في مسند الإمام أحمد أنه e قال :"صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود ، صوموا قبله يوماً أو بعده يوماً " وفي رواية "قبله يوماً وبعده يوماً "() وصح عن ابن عباس-رضي الله عنهما-أنه كان يقول : خالفوا اليهود وصوموا التاسع والعاشر .وقال الإمام أحمد : أنا أذهب إليه . وروي عن ابن سيرين أنه كان يصوم ثلاثة أيام عند الاختلاف في هلال الشهر احتياطاً .
* مراتب صيام عاشوراء يرى ابن حجر وتبعه ابن القيم -رحمهما الله - أن" مراتب صومه ثلاثة :أكملها :أن يصام قبله يوم وبعده يوم().ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم ". وكان طائفة من السلف يصومون عاشوراء في السفر ، منهم ابن عباس والزهري وقال : رمضان به عدة من أيام آخر وعاشوراء يفوت . * من عليه قضاء صيام رمضان اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي حُكْمِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ . فَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إلَى جَوَازِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ كَرَاهَةٍ , لِكَوْنِ الْقَضَاءِ لا يَجِبُ عَلَى الْفَوْرِ. وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إلَى الْجَوَازِ مَعَ الْكَرَاهَةِ , لِمَا يَلْزَمُ مِنْ تَأْخِيرِ الْوَاجِبِ , قَالَ الدُّسُوقِيُّ : يُكْرَهُ التَّطَوُّعُ بِالصَّوْمِ لِمَنْ عَلَيْهِ صَوْمٌ وَاجِبٌ , كَالْمَنْذُورِ وَالْقَضَاءِ وَالْكَفَّارَةِ . سَوَاءٌ كَانَ صَوْمُ التَّطَوُّعِ الَّذِي قَدَّمَهُ عَلَى الصَّوْمِ الْوَاجِبِ غَيْرَ مُؤَكَّدٍ , أَوْ كَانَ مُؤَكَّدًا , كَعَاشُورَاءَ وَتَاسِعِ ذِي الْحِجَّةِ عَلَى الرَّاجِحِ . وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إلَى حُرْمَةِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ , وَعَدَمِ صِحَّةِ التَّطَوُّعِ حِينَئِذٍ وَلَوْ اتَّسَعَ الْوَقْتُ لِلْقَضَاءِ , وَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَبْدَأَ بِالْفَرْضِ حَتَّى يُقْضِيَهُ . الموسوعة الفقهية ج28 : صوم التطوع * من بدع يوم عاشوراء الناظر لأحوال الناس في يوم عاشوراء سواء كان في الحاضر أو في الماضي أنها على صور : أ - مـا كــان مـنـها في باب العبادات؛ حيث خصوا هذا اليوم ببعض العبادات كقيام ليلة عاشوراء، وزيارة الـقـبـور فيه، والصدقة، وتقديم الزكاة أو تأخيرها عن وقتها لتقع في يوم عاشوراء، وقراءة سورة فيها ذكر موسى فجر يوم عاشوراء ... فهذه ونحوها وقعت المخالفة فيها في سبب العمل وهو تخصيصه بوقت لم يخصه الشارع بهذه الأعمال، ولو أراده لحثَّ عليه، كما حث عـلـى الـصـيـام فـيــــه، فيُمنع من فعلها بهذا التقييد الزمني، وإن كانت مشروعة في أصلها. ب - ما كـان مـن بـاب العادات التي تـمـــــارس في عاشوراء تشبيهاً له بالعيد، ومن ذلك: الاغتسال، والاكتحال، واستعمال البخور، والتوسع في المآكل والمشارب، وطحن الحبوب، وطبخ الطعام المخصوص، والـذبح لأجل اللحم، وإظهار البهجة والسرور. ومنها عادات لا تخلو من منكرات قبيحة. وهــــذه فـي أصـلـهــا نشأت وظهرت رد فعل لمآتم الرافضة التي يقيمونها حزناً على مقتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ فكان من الناصبة أن أظهروا الشماتة والفرح، وابتدعوا فيه أشياء ليست من الدين، فوقعوا فـي التشبه باليهود الذين يتخذونه عيداً ج- المآتم كما يحصل للرافضة في هذا اليوم فلا نزاع في فضل الحسين -رضي الله عنه- وما وقع من قتله فإنه منكر عظيم والذي ينبغي عند ذكر مصيبة الحسين أو غيره هو الصبر والرضى بالقضاء والقدر . وقد قتل أبوه ولم يتخذ موته مأتماً وهو أفضل منه وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-وكلهم أفضل منه بل مات سيد الخلق e ولم يتخذ يوم موته مأتماً وليس اتخاذ المأتم من دين المسلمين بل هي أشبه بفعل الجاهلية سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابن تيمية رحمه الله عَمَّا يَفْعَلُهُ النَّاسُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ الْكُحْلِ , وَالِاغْتِسَالِ , وَالْحِنَّاءِ وَالْمُصَافَحَةِ , وَطَبْخِ الْحُبُوبِ وَإِظْهَارِ السُّرُورِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ .. فَهَلْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ صَحِيحٌ ؟ أَمْ لَا ؟ وَإِذَا لَمْ يَرِدْ حَدِيثٌ صَحِيحٌ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَهَلْ يَكُونُ فِعْلُ ذَلِكَ بِدْعَةً أَمْ لَا ؟ وَمَا تَفْعَلُهُ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مِنْ الْمَأْتَمِ وَالْحُزْنِ وَالْعَطَشِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ , وَقِرَاءَةِ الْمَصْرُوعِ , وَشَقِّ الْجُيُوبِ . هَلْ لِذَلِكَ أَصْلٌ ؟ أَمْ لَا ؟ الْجَوَابُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا عَنْ أَصْحَابِهِ , وَلَا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ , وَلَا غَيْرِهِمْ . وَلَا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا , لَا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا الصَّحَابَةِ , وَلَا التَّابِعِينَ , لَا صَحِيحًا وَلَا ضَعِيفًا , لَا فِي كُتُبِ الصَّحِيحِ , وَلَا فِي السُّنَنِ , وَلَا الْمَسَانِيدِ , وَلَا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَلَى عَهْدِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ . وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثَ مِثْلَ مَا رَوَوْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ , وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامِ , وَأَمْثَالِ ذَلِكَ .. وَرَوَوْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : { أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ } . وَرِوَايَةُ هَذَا كُلِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَذِبٌ . ثم ذكر رحمه الله فيمن يجعلون ذلك مأتماً وما يصنعون فيه من الندب والنياحة وإنشاد قصائد الحزن فقال :" وَلَمْ يَسُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ , لَا شَعَائِرَ الْحُزْنِ وَالتَّرَحِ , وَلَا شَعَائِرَ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ .. " * دروس وفوائد من يوم عاشوراء أ-مخالفة أهل الكتاب مخالفة أهل الكتاب من أعظم مقاصد الشريعة ففي ترك النبي e إفراد عاشوراء بالصوم درس عظيم في مخالفة اليهود كما جاء في مسند الإمام احمد أنه e قال :" صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود ، صوموا قبله يوماً أو بعده يوماً " ب- عبادة الله أبلغ الشكر فلما نجى الله موسى عليه السلام وقومه من فرعون كانت منة كبرى أعقبها موسى عليه السلام بصيام ذلك اليوم فكان بهذه العبادة شاكرا لله عز وجل قال الله تعالى :" اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)) [سبأ: 31] وأساس الـشـكــر مبني على خمس قواعد: الخضوع للمنعم، وحبه، والاعتراف بنعمته، والثناء عليه بها، وألا تصرف النعمة فيما يكرهه المنعم"() ج- مبدأ التدرج في الشريعة فكما جاء التدرج في الصيام حيث كان e في أول أمره في مكة يصوم يوم عاشوراء ولا يأمر الناس بصيامه ثم بعد ذلك جاء الصيام ليوم عاشوراء وأمر الناس بصيامه ثم جاءت فريضة صيام شهر رمضان وغير ذلك مما جاء في هذه الشريعة مما فيه التدرج في الأحكام فهذا يعطيني درس في التدرج في دعوة الناس وتعليمهم والإنكار عليهم مما كان هو هدي النبي e في دعوته لأمته وختاماً الله نسأل أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان وأن يوفقنا لما يحب ويرضى ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين()
| |
|